الاثنين، 12 يناير 2009

جدتي ,,


...ِ مجرد خربشة حروف راودتني عندما فارقت خالتي الحياة ..
أسأل الله أن يرحمها وان يجعل قبرها روضه من رياض الجنة ,,



يحزنني أن أراك يا جدتي هكذا
لا تدرين عن شي
أو بالأحرى تتألمين بصمت
تدور بك الأفكار تارة يمينا وتاره شمالا
تبحثين عن جواب لأرتباك أمي
وتبحثين عن جواب لدوامة أبي
تصرخين : هل مات أحد ؟
نصمت ونقول لك : لا ..!! خير خير
كنت تشعرين يا جدتي
هكذا دائما قلب الأم
وها أنتي الآن في السيارة
تدور بك الأفكار تبحثين عن جواب
لماذا هذا الوقت بالذات نحن ذاهبين ؟
مالذي يحدث
لو علمت جدتي أن ابنتها ماتت ماذا ستفعل ؟
لو علمت أن فلذة كبدها فارقت الحياة ماذا ستفعل ؟!
هكذا هي الحياه ..!!
تسرق منا أناس رائعين وأغلى من أرواحنا
أختارتك يا خالتي هذه المره
ورحلت عنا


كئيب هذا الليل يا جدتي
طويل بألمه
وقصير بسعادته
لا أدري كيف سيكون شعورك عندما ترين الكل يبكي في بيتها
الكل ينووح
عندها ستيقنين أنها رحلت وفارقتك
ستتمنين لو أنك قضيت اليوم بأكمله معها
أتذكر عندما رأيتها في ذلك العيد
كانت مبتسمه دائما
وكأنها كانت تشعر بأن هذه المره هي آخر مره تراني فيها
لا أدري كيف أصف تلك الأبتسامه
نادره بمعناها ورائعه بمحتواها
لا أدري هل حروفي متناسقه أم يصاحبها الخلل؟
رغم أنني لا أعرف ان اصف هذه اللحظه
أشعر وكأنني أعيش هذه اللحظه بكل تفاصيلها
كثيرون هم الذين رحلوا هذا الشهر
وكان خبر الموت أصبح خبرا عاديا بالنسبة لي
لا أدري ؟ ربما يأتي اليوم الذي سيقولون فيه
انني رحلت .!!
وربما سيكتب احد حروفا مثل حروفي
ربما يوما سأرحل
سأفارق قلمي وحروفي
سأفارق قلوب أحبابي

هكذا أنت أيتها الدنيا


دائما تسرقين منا قلوب لطالما سكنت بيننا
تغدرين بنا وتخفطين أرواحا عانقت سماء قلوبنا
تعودنا أن نتجرح مرارتك كل يوم
ونرتشف من قهوتك المره كل ساعه
هكذا هو القدر
كلنا سنرحل
سنفارق الحياه
عندها لن ينفع قلم ولا كتاب ولا حتى شهادة
سندرك في قبورنا قيمة صلاتنا و عبادتنا
سنتمنى لو أننا نعيش دقيقه واحده كيف نذكر فيها ربنا
سنندم على كل لحظة خاطئه قضيناها في حياتنا
الآن أدركت معنى الحياه
الآن عرفت ما هي الحياة
هي بحر عريض غامض مملؤ بالغموض
وسرعان ما يثور ليخرج كل من فيه
سأرتشف قليلا من مرارة الدنيا
سأبدأ بمراجعة صفحات حياتي
سأدون حروفا جديده في دفتر الحياة
سأملا صندوق أعمالي من درر أعمالي الطيبة
من الآن وصاعدا لن أهتم بما في الدنيا ..
ولن أفكر في متاعها
كل الذي سأفكر فيه
كيف سأقضي ليلي وحيده في قبري ؟

ليست هناك تعليقات: